حلَّت المكتبة في التاريخ الإسلامي بمحل أثير منذ بزوغ فجر الإسلام، لما تبوأته القراءة من الاحتفاء والاعتناء في الشرع الإسلامي، إذ كان أول ما أنزل الله تعالى من آي الذكر الحكيم: ﴿اقْرَأْ﴾. ومن مُتَمِّمات القراءة، حفظ الوعاء الحامل للنَّص المقروء، ولا يتهيأ ذلك إلا بإفراد مكانٍ مُستقلٍ لجمعه وحفظه وصونه، وهذه المساحة المكانية هي ما اصطُلح عليه لاحقًا بخزانة الكتب أو المكتبة.
ومع مرور الزمن تتدرَّج المكتبة الإسلامية في معارج التطور والترقي، حيث تتعدد أنواعها وتتمايز، من مكتبة حبسية (وقفية)، ومكتبة شخصية، ومكتبة ملوكية وغيرها، وينضبط ترتيبها وتتزايد مراسيم إدارتها وتقاليد الإفادة منها. وتلقي هذه المحاضرة الضوء على أخبار بعض المكتبات التاريخية وما احتوته من ذخائر، وكيف نَكَبَها الزمن، فَشرَّد جَمْعها وشتَّت ضمها، وأحال ملكيتها من شخصٍ إلى آخرٍ، وغرَّبها عن موطنها وأبعدها. كما تتعرَّض لمن ابتُلي من العلماء بفقد كتبه واستلاب خزانته، وما عَرَاهُ من شدة الحُزن وفَرْط الأسى على ما ضاع منه، وهي أخبار مبدية بسَوْق مكان الكتاب عند علماء الأمة، ونُبَذٌ كاشفة عن حرص الأمة طوال تاريخها على مكتباتها تشييدًا وصونًا ورعايةً.
ومن الخزائن المنكوبة التي تتناولها المحاضرة وما وصلنا من مخطوطاتها موزَّعَة في مجموعات العالم: خزانة أبي عبد الله ابن مرزوق التلمساني (ت781 هـ)، وخزانة أبي الحسن الشاري السبتي (ت 649 هـ)، والحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)، وأخيرًا خزانة قطب الدين الخيضري الدمشقي (ت 894 هـ).
يُلقي المحاضرة الدكتور نور الدين الحميدي، أستاذ التعليم العالي جامعة القاضي عياض، في مراكش بالمملكة المغربية.
تقام الفعالية عن بُعد عبر منصة Zoom. ويرسل رابط الفعالية للمشتركين قبل موعدها على البريد الإلكتروني. كما يمكن متابعة البث المباشر في وقتها عبر قناة المكتبة على اليوتيوب.
https://www.youtube.com/user/QNLibrary
التاريخ: 2 يناير 2022
الوقت: 1:00 - 2:00 ظهرًا
اللغة: العربية
الجمهور المستهدف: الباحثون والجمهور العام
المقاعد محدودة. اضغط على الزر أدناه للتسجيل.