أدب الرحلة هو نافذة على عوالم السفر والمغامرة عبر العصور بيد أن التاريخ الأدبي يكشف لنا أن المرأة كثيرًا ما كانت تُستبعد من الساحة الأدبية التقليدية في بدايات هذا النوع من الكتابة. وبالرغم من ذلك، استطاعت المرأة الرحالة أن تضفي صوتًا مميزًا ومختلفًا قدمت من خلاله صورة جديدة للسفر والشرق، وأعادت صياغة مفهوم "الآخر".
لقد انخرطت العديد من النساء في أدب الرحلات، وقدمن رؤيتهن وملاحظات فريدة حول الأماكن التي زُرنها، وما عايشنه من تجارب وأحداث تاريخية وثقافية. وعبر أعمالهن ساهمن في إعادة صياغة مفهوم السفر والترحال، بوصفه تجربة متعددة الأبعاد، تجمع بين الجوانب الثقافية والاجتماعية والنفسية، ولا تقتصر على التنقّل المادي من مكان إلى آخر.
نجحت المرأة في تحدي الهيمنة الذكورية التي سيطرت على هذا الأدب لفترات طويلة. وفي هذا الإطار، نهدف من هذه الندوة إلى تسليط الضوء على طبيعة هذه الأعمال والتجارب، وكيف أصبحت الرحلات وسيلة لتمكين النساء إذ كسرن القيود الاجتماعية وسعين لاكتشاف ذواتهن وإمكاناتهن في عوالم جديدة. لقد أثبت أدب الرحلات النسوي نفسه كنوع أدبي حيوي ومتجدد، يُعبِّر عن التجارب النسائية في السفر والتفاعل مع ثقافات مختلفة.
نطرح في هذه الندوة عبر مداخلات أربعة من المتخصصين في هذا الموضوع عدة تساؤلات منها: كيف تناولت كتابات الرحّالات قضايا النسوية والمساواة بين الجنسين، والعدالة الاجتماعية، ودور المرأة في المجتمعات المختلفة؟ هل لهذه التجارب أن تشكل وسيلة لتحدي الأنماط الاجتماعية السائدة؟ وكيف أسهمت هذه الكتابات في تجاوز الحواجز الثقافية بين النوعين في الشعوب والأديان من أجل صياغة العلاقة بين المرأة والرحلات في إطار أكثر شمولية وإنسانية؟
تهدف هذه الندوة كذلك إلى نقل السؤال حول الاستشراق الذي غالبًا ما يُقرأ من منظور ذكوري للتساؤل عما إذا كان هناك استشراق نسائي تشكل في الفترة نفسها على يد الرحّالات وعالمات الآثار والأنثروبولوجيات اللاتي زُرن هذه المناطق، واللاتي ربما قدمت كتاباتهن الأقل شهرة والأقل تناولاً في الدراسات والبحوث الأكاديمية نظرة مغايرة لهذه الصورة الخاصة عن تمثيل "الآخر".
المتحدثون:
- الإفتتاحية والتقديم العام: د. معز الدريدي، أخصائي أرشيف أول، مكتبة قطر الوطنية
- د. فلسطين نايلي، جامعة بازل السويسرية، نهج هيلما غرانكفيست (1890-1972) في مفترق الطرق بين الاستشراق والإثنوغرافيا من خلال عملها الميداني في قرية أرطاس (فلسطين)
- د. ليلى جابري: باحثة في علوم التراث ومختصة في الآثار والفنون الإسلامية - المعهد الوطني للتراث، قراءة في بعض المشاهد الاجتماعية لمدينة تونس ولمعمارها وتراثها في نهاية القرن التاسع عشر بعيون الأميرة البفارية تيريزا (1850 - 1925).
- د. سندس الكتاني، الجامعة الملكية العسكرية، كندا، عندما ينطق العصر بلسان أميرة: كريستينا بلجيوزو وفكرة الاستعمار الشامل.
- د. نادية الرياحي، أستاذ مشارك في العلوم الثقافية/جامعة تونس، رحلات ايزابيل ايبرهارت في الصحراء المغاربية: سردية بديلة عن الاستشراق الكلاسيكي
اضغط هنا للاطلاع على مطوية الندوة.
التاريخ: 5 مايو 2025
الوقت: 5:00 - 7:30 مساءً
اللغة: العربية والإنجليزية
الجمهور المستهدف: الباحثون والجمهور العام
المقاعد محدودة. اضغط على الزر أدناه للتسجيل.